من مدينة السلام للعالم.. الحكاية التي صنعت أول ألبوم لدابل زوكش
جلسنا مع الثنائي “دابل زوكش” لنعود إلى السنوات الأولى التي شكّلت صوتهما، ونستكشف الطريق الطويل الذي قادهما إلى ألبومهما الأول.. عمل يمكن اعتباره شهادة ميلاد فنية وبيانًا شخصيًا يوثق قيمتهم في المشهد
".بدأت الحكاية في عام 2017، وكما قالوا "لم يكن في الأفق سوى حلم صغير يتشكّل، وصداقة تمتد لتصبح شراكة وصوتًا واحدًا
"زوكش ابتدا يغني في الأول… وإحنا الاتنين اسمنا زوكش فـ كملنا بعض"
-3fba5cd0-c233-48a3-af00-29b07bf35027.png)
دابل زوكش جاء عابرًا كالمصادفات الكبرى، كلاهما يُدعى أحمد، والأكبر سنًا كان يُعرف بين أصدقائه بلقب “زوكش”، فحمل الثاني الاسم بالوراثة الرمزية ذاتها التي جعلت الناس تتعامل معهما كشقيقين. لكن الحقيقة أبسط وأكثر عمقًا، علاقة نُسجت من ثقة وأخوة تحوّلت إلى مشروع عمر.
تحدثنا معهم عن خطواتهما الأولى، فـ كان هدفهما واضحًا: الاحترافية. لكنها لم تكن كلمة سهلة أو طريقًا مفروشًا بالفرص. كانت تُبنى ببطء داخل استوديوهات بدائية، غرف ضيقة مجهّزة بما تيسّر، ومحاولات تسجيل متكررة لا تُحصى.
هناك، في الأماكن التي لم يكن يسمعها أحد، تشكّل صوتهما، وتكوّنت ملامح مشروعهما. اعتمدا على نفسيهما في كل تفصيلة، من الكتابة إلى البناء اللحني، ومن التوزيع إلى البحث عن هوية لا تشبه أحدًا. كان تأثير “السادات وفيفتي” واضحًا في بداياتهما، ليس فقط بوصفهما أسماءً ملهمة، بل كنموذج لقدرة الفن على الخروج من الشارع والحياة اليومية لخلق شيء أكبر.
-9291cfc9-3c44-4e77-8b07-75c6606bf987.png)
"إحنا الاتنين اسمنا احمد… إحنا الاتنين اسمنا الدابل زوكش"
كانت منطقة السلام حجر الأساس في رؤيتهما، بيئتهما الأولى وصدمتهما الأولى. انعكست في لغتهما، وفي مفرداتهما، وفي روح أغانيهما. الشوارع، الإيقاع اليومي، العلاقات الاجتماعية، واللغة التي لا تنفصل عن مكانها. كلها شكلت صوتهما وصار من المستحيل فصل الموسيقى عن البيئة التي كوّنتهما. ولهذا قد يبدو الألبوم الأول أقرب إلى أرشيف حيّ. ذاكرة موسيقية تُكتب بصوت المكان بقدر ما تُكتب بصوت الفنان.
"الألبوم ١٠ تراكات… كل تراك فيهم بموود مختلف بـ ستايل مختلف"
الألبوم الأول يأتي اليوم كخطوة تتجاوز مجرد إصدار موسيقي؛ إنه محاولة لتجميع السنوات المتراكمة من التجربة، التحديات، الشكوك، ولحظات الإيمان القليل والمتقطع، ثم تلك اللحظات التي تضيء فجأة لتقول إنه ما زال هناك طريق يستحق أن يُسلك. كل تراك في العمل يبدو كصفحة تُكتب من جديد .. مواجهة مع الماضي، أو لحظة مصالحة، أو إعلان تمرد على أنماط جاهزة حاولت احتوائهما.
-50dbef27-f1eb-4a38-be25-97000119a1d4.png)
خلال جلستنا الطويلة مع “دابل زوكش”، لم يتحدثا كثنائي موسيقي فحسب، بل كصديقين يمسكان بخيط حلم واحد. روى الثنائي كيف تحوّلت الصداقة إلى شراكة، وكيف أدركا مبكرًا أن الطريق لن يكون سهلًا، وأن البناء الحقيقي لا يأتي من ضربة حظ، بل من إيمان طويل وهادئ، لا يخلو من الانكسارات. ومع ذلك، ظلّ هناك إلحاح داخلي على صنع شيء يبقى، على أن يظلّ صوتهما موجودًا، مهما تغيّر المشهد من حولهما.
وبهذا الإصدار، يضع “دابل زوكش” أنفسهما ضمن فئة الفنانين الذين لا يعتمدون على الصدفة ولا على الزخم المؤقت، بل على الإيمان الطويل بقدرة الموسيقى على كشف الذات لا الهروب منها.
Trending This Month
-
Nov 24, 2025




















