نزّل الرابر "عبد الله مُسعد"، المعروف في مشهد الراب المصري باسم "نيون" - 19 سنة - ألبومه الأول بعنوان "بدروم". بدأ "نيون" مشواره في الراب سنة 2013 باسم "النحات" كموزع، لحد لما قرر إنه يراب على المزيكا اللي بيعملها وعمل تراك اسمه "جلد تمساح"، من بعد التراك ده نزل تراك تاني اسمه "بدروم" واستمر "نيون" في إنتاج وتوزيع البيتس وإنتاج التراكات، لكن كانت كلها فردية وما كانش لسه عنده فكرة إنه يعمل ألبوم كامل.
"أنا ماكنتش هعمل ألبوم أصلًا، أنا كنت هعمل ep صغيرة كده أحاول أرجع بيها تاني، بس حد من الفانز هو اللي دخل فكرة الألبوم دي في دماغي فأنا خدتها كمنافسة، اللي هو هل أنا هقدر أعمل ده ولا لأ؟"
التراك ده عملته مره
الناس بتشوفها زي الغلاف من بره
ممنوع تتكلم وممنوع تقرب
ممنوع تتألم أو ممنوع تتصرف
يبدأ "نيون" ألبوم "بدروم" بتراك "بدروم 4" وهو رابع جزء لتراك بدروم، اللي يعتبر من أنجح سلسلة تراكات باسم بدروم. حتى الألبوم على اسم السلسلة "بدروم". قوة التراك في فكرته إنه يعتبر مفتاح الألبوم اللي فيه بيعبر "نيون" عن نفسه وعن مشواره في المزيكا والمصاعب اللي قابلها وعن رأيه في المشهد والجمهور بصفة عامة، كل ده بيقدمه بشكل ساخر أو نقدر نقول سودوي "الكوميديا السوداء".
"التراك ده دايمًا كان أقوى تراك ليا، المشكلة إن الناس لسه شايفاني بروديوسر حلو بس مش رابر حلو عشان مش بكتب زي الجيل الجديد وبعمل تراكات باتل راب وكده، مشكلة كمان إن أنا والجمهور مش فاهمين بعض أوي وأنا مشكلتي إني بقيت عاوز أعمل التراكات اللي بحبها أكتر، والتراكات اللي أنا بحبها الجمهور مبيعرفش يدخل في المود بتاعها ويفهمها ويفهم قصدي منها إيه".
واضح من الكلمات -اللازمة- إن نيون بيوجه الكلمات لنفسه في البداية عن عدم اهتمامه وإن رد فعل الجمهور مش مؤثر عليه، وفي آخر بارين في اللازمة قرر يوجه الكلام للجمهور إنه مش مهتم برأيهم، اللي عزز الفكرة هو جمود أسلوبه وأدائه اللي مخليك ماتقدرش تحدد مشاعره، هل هو غضب أو حزن أو حتى كره لموقف المستمع؟ لكن اللي بيقابل الجمود ده هو المزيكا والنغمات والألحان، خصوصاً مع استخدام آلات النفخ في الكورس اللي بتدي إحساس بالعزيمة والقوة.
سيبهم محدش ملاحظك
شوفت العالم فى آخر رقصه
فضلت أموت قبل ما اخسر
تحب تسيب ملاحظة؟
قال يعنى كان العالم ناقصك
بالنسبة للمشاركات، الألبوم فيه 4 مشاركات مع رابرز تانيين، في منهم اللي عمل تراكات قبل كده مع "نيون"، زي "عمر جي إكس" في تراك "لا أبالي الجزء التاني"، وهو تاني اشتراك ما بين عمر ونيون عشان أول اشتراك كان في تراك "لا أبالي الجزء الاول". كمان في تراكات مع رابرز صاعدين بقوة زي "ستار" في تراك "سليم سحاب" ومع "متعدد الرؤوس" في تراك "خصوم". أفضل مشاركة في الألبوم هي التراك الرابع "مسافر سيناء" مع "رابتور"، اللي يعتبر أفضل مشاركة في الألبوم، و كمان قدر "نيون" مع رابتور يخلقوا "لازمة" تعتبر الأفضل في الألبوم، من ناحية التوليفة ما بين اللحن الأساسي اللي صنعه "نيون" وأسلوب وأداء "رابتور" في الرد على اللحن من غير ما حد يغطي على التاني.
تراك "مسافر سيناء" غير قوة اللازمة، لكن فرس "رابتور" نقدر نقول إنه خطف الأضواء من "نيون" في التراك ده بسبب أدائه وأسلوبه المميز، بمعنى إن التراك كان ماشي بنمط معين نقدر نقول راكد، لكن مع داخلة "رابتور" مود التراك اتغير وبقى في ليونة في "الموجات الصوتية".
كلت الجو منك كنت جو منة كان تجاوب بينا
خدت جولة قلة انت ليه بتهين بجد
بعد تراك "مسافر سيناء" حيوية الألبوم بتموت في تراك "please"، رغم إن السامبلينج مميز وقدر يخلق حالة سايكادليك كده فريدة في الألبوم، بس أسلوب وأداء نيون مش راكب ولا ماشي على مود المزيكا، رغم محاولات "نيون" إنه يجدد ويعمل حاجة جديدة، لكن الإخفاق واضح جداً في محاولاته إنه يقدر يطلع بطريقة جديدة يقول الكلمات على نوعية المزيكا دي.
"البيتس معظمها كانت sampling من أغاني قديمة كنت بسمعها ع اليوتيوب، بس ماكنتش بركز في الأسامي أوي قد ما كنت بركز في المزيكا وأحاول ألاقي الحاجة اللي أقدر أطلّع منها بيت كويس. كنت بجيب السامبل وأغيّر فيها شوية بطريقتي واعزف عليها آلة أو اتنين، كنت بحاول برضه إني ماخليش كل البيتس حزينة وكده"
الألبوم يعتبر متوسط المستوى مش أفضل حاجة قدمها "نيون" إذا قارنته بأعماله اللي فاتت، لكن تجربة الألبوم هي اللي الجديدة عليه، عن طريق إنه يبنى فكرة يقدر ينفذها على مجموعة من الأغاني كلها مرتبطة ببعض نوعاً ما و بشكل ما، لكن لسه "نيون" بيبحث عن صوت جديد يقدر يميز نفسه به عن أعماله اللي فاتت وخصوصاً حتى لو الأعمال اللي فاتت دي أقوى فنياً من الألبوم.
"ممكن نقول إنه كونسيبت ألبوم أو تجربة، لسه مش دي الحاجة اللي أقدر أقول إنها أقوى حاجة عندي. أنا كل يوم بعرف حاجة جديدة وبتعلم حاجات كرابر وكبروديوسر. هو مش متكامل ومش أحسن ألبوم بس أنا فرحان إني قدرت أعمل حاجه زي كده".
يمكن أكبر مشكلة بتواجه "نيون" هي الأداء وأسلوبه المتكرر غير المتفاعل، بمعنى تاني أسلوبه مطفي المشاعر وهو اه ينفع في بعض التراكات زي تراك "بدروم"، بس مش مناسب مثلاً لتراك زي "مسافر سينا". القوة التعبيرية عنده ضعيفة جدًا، لكن من ناحية المزيكا الموضوع مختلف تمامًا؛ هو عنده أفكار موسيقية مميزة ومستوى عالي في الإبداع وده واضح في صناعة المزيكا واستخدام العينات الصوتية. ده غير قدرته على استخدام أبسط الإمكانيات عشان يطلع أفضل صوت للمستمع زي ما سجل الألبوم كله على موبايل قديم.
"اه لسه بسجل بتليفون اللي هو سامسونج جلاكسي ستار ده الصغير اللي شبه الصابونة، شاشته مكسورة أصلا ماتعرفش تشوف منها حاجة، بس أنا كنت حافظ أماكن ال icons. التطور اللي عملته المرة دي إني جيبت هيدفون نضيفة شويه وركبتها فيه وحاولت أكون في مكان هادي شوية. أنا كل التراكات اللي سجلتها طول حياتي بالموبايل ده وف بيتي، مابعرفش أسجل في ستوديوهات للأسف".