في ديسمبر من العام الماضي، تم إصدار بلاي ليست على منصة ساوندكلاود تتكون من 8 تراكات. أصدر محمد عريان، بالتعاون مع وجدي ياكتر، مشروع "كل سنة وكل حد طيب" بأسلوب جديد ومغاير لما يعتاده المستمع في المشهد المصري، على الصعيد الموسيقي والتقني والأسلوب نفسه. اتّسم المشروع بجرأة واضحة وعدم اكتراث بأرقام أو شهرة أو حتى اكتساب قاعدة جماهيرية.
من خلال شخصيته الساخرة التي تتجلى في باراته الكوميدية وأسلوبه الأقرب للسرد من الغناء، نتبين شخصية ذات كاريزما، لا مبالية، لا تُعير اهتمامًا لما يتوقعه المستمعون، بل لا تُعير اهتمامًا بالمستمعين أصلاً. ببساطة، محمد عريان هو شخص يكتب أغاني على مجموعة من البيتات التي يؤلفها شريكه وجدي ياكتر. أسلوب عريان العفوي والناقد في الوقت ذاته يقدم لنا تجربة أصلية وسط كل محاولات النحت التي طمست الحدود بين فنان وآخر في المشهد المصري. تأتي الموسيقى في الألبوم مدفوعة بعناصر لو-فاي جاز تهيمن على التركيب الصوتي للألبوم مع إيقاعات بطيئة يلقي عريان فوقها كلماته التي تعبر عنه فقط ولا أحد آخر.
يستخدم وجدي ياكتر ومحمد عريان مقابلة للناقد والملحن -أو محطم الأحلام- حلمي بكر، يمارس فيها هوايته المفضلة في الآونة الأخيرة، وهي التقليل من أي محاولة لتقديم موسيقى جديدة تخرج عن الإطار المحافظ جداً الذي يضع بداخله ما يمكن تعريفه بالموسيقى. يوظف ياكتر عينات من المقابلة على مدار الألبوم، والتي تُشكل ثيمًا ساخرًا للعمل ككل، وتربطه في سياق كوميدي مع عناصر موسيقى الجاز البطيئة. تمتد الحالة الساخرة للألبوم من أسماء التراكات إلى البارات إلى عينات الموسيقى التي تتضمن أصواتًا من مسلسلات كرتونية وفيديوهات من أعماق الإنترنت. يتم تعزيز الثيم الساخر بكلمات عريان الصادمة أحيانًا والناقدة أحيانًا أخرى، والتي لا تخلو من سطور كوميدية عبثية مثل "يعني ايه عربيه جيلي؟" والتي تجعلك تتساءل معه فعلاً "يعني إيه عربية جيلي؟"
يظهر بوضوح من خلال الاستماع للألبوم تأثر عريان بالكوميكس والكارتون، بداية من قناعه وصولاً إلى العينات الصوتية والبارات التي يذكر فيها أسماء أبطال مارفل و دي سي، والتي يربطها بسلاسة تامة بمواضيع جادة مثل "كسم الرجل الحديدي، زرع في العقول عشان يهمش وطنيتي". وعلى الرغم من عدم أخذ عريان نفسه بجدية، تظهر نزعة نقدية في سطوره. في تراك "youssef cup vv3" يلقي بارات بأسلوب نقدي عن المشهد الموسيقي المصري، خاصةً في الهيب هوب. يطرح أفكاره حول عدم أصالة أي فنان حالي وأن الرابرز، حتى لو كانوا يعيشون في مصر، فهم "لاجئون لأمريكا" في إشارة إلى الموضوعات والموسيقى التي تستمد جوهرها من موسيقى الهيب هوب الغربية.يتحدث محمد عريان مع سين نويز عن المشروع، ونطرح عليه بعض الأسئلة حول تعاونه مع وجدي ياكتر والعملية الإبداعية التي أنتجت الألبوم.
مين محمد عريان؟
"محمد عريان the upsetter، محمد عريان the one that got away، محمد عريان الواد بتاع فيلم home alone، محمد عريان مش محمد العريان الخبير الاقتصادي."
ازاي و امتى بدأت تعمل مزيكا؟
"محمد بيحب الكتابة و المزيكا من وهو صغير، احتك بالأغاني الأجنبي من خلال أبوه وكان بيكتب قصص في كراريس المدرسة بدل ما يذاكر. زمان شوية محمد كان بيراب في سيركيلات الزمالك. محمد طول عمره كان نفسه يكون شئ غير تقليدي صعب المنال. وهو في اعدادي كان نفسه يكبر ويكون مصارع محترف، بعدين لعيب كورة، بعدين بتاع كوميكس، بعدين قعد أتعلم أغاني بوب مارلي و بينك فلويد على الجيتار و غناهم لصحابه، بعدين وقع في حب تأثير الموسيقى على الناس، وحب يكتب أغاني بتاعته."
ايه الكونسبت ورا الألبوم؟
"مفيش كونسبت ورا الألبوم للأسف. الألبوم هو مجرد بلاي ليست على ساوندكلاود مرتبة و مكونة من أغاني عملناها انا و وجدي في النصف الأخير من ٢٠٢٣."
ايه هي العملية الإبداعية وانتوا بتعملوا تراك؟
"أحيانا بتخطفني بعض الجمل المضحكة اللي بسمعها وأنا في الشارع، بعدها بقعد أكتب الجمل دي وأضيف ليها حاجات بحس إنها مطلوبة. هدفي في الإضافات عادة بيكون جذب أو شد انتباه المستمع."وطريقة شغلك مع ياكتر في الاستوديو؟
"وجدي "ياكتر" بيقعد في كرسيه المريح، ويشغلي الميكرفون، وفي أغلب الأحيان بيكون في قطعة موسيقية مختارة من صنع العبقري "وجدي" بنرمي عليها الإفيهات، في إفيهات بكتبها وفي إفيهات بجيبها من عالنت."
كلمنا عن طريقه كتابتك؟
"للأسف محمد مش هيكلمك عن طريقة كتابته ولكن ممكن يكلمك من خلال طريقة كتابته."
مين فنانين بيأثروا فيك؟
"محمد قمبلة وPusha T وصديقي الفنان عمر ربيع "بيه" مرزوق الجض."ليه الألبوم مش موجود على منصات الاستماع زي سبوتيفاي ويوتيوب؟
"1-عشان هتلاقى لبس نضيف في الوكالة عادي.
2-هينزل بعد رمضان."
إيه رأيك في مشهد الهيب هوب في مصر والوطن العربي؟
"لا شك أبدا أن مصر ولادة ولكن عشان يبقي في "سين" لازم يبقي في حفلات. هنا فمصر عندنا مشكلة في تنظيم الحفلات لأسباب كتيرة. أقوي الأسباب هو إن محدش مهتم كفاية. للأسف مفيش إبداع أو ابتكار أو تنويع في الحفلات. للأسف مربح أكتر بالنسبة لمنظمي الحفلات "التقال" إنهم يجيبوا ديجيهات أجانب كل ٤ شهور عن إنهم يجيبوا شباب لوكال كل يوم خميس، وللأسف مجال الحفلات "الاندرجراوند" مهدد بالإنقراض، عشان كده الفنانين بتتجه للإعلانات والتيكتوك عشان تعرف تاكل، عشان مفيش بنية تحتية قوية تخلي الفنان أو المؤدي يقدر يتفرغ لإتقان عمله. بالنسبالي في مصر مشهد المهرجانات هو مشهد الشارع المصري الحقيقي لأنه متاح أكتر وفيه منافسة أقوى من أي مشهد موسيقي تاني في مصر. غير كده بحب المغرب وتونس والسودان وفلسطين جدا."
Listen to youssef cup vv3.wav by محمد عريان on #SoundCloud
Listen to lude 2 v4_3.wav by محمد عريان on #SoundCloud
Listen to best vv2.wav by محمد عريان on #SoundCloud